مـ ـوت يلاحق السوريين أينما ذهبوا وأينما استقروا
إن كنت ممن يستمتعون بفنجان قهوتهم مع صوت فيروز عند الصباح، وأنت تشاهد تساقط الثلوج أو الأجواء الشتوية من نافذتك وتشعر بدفءٍ ومرتاح بثيابك النظيفة.
لا تكمل قراءة هذا المقال سيعكر مزاجك، وربما يأخذك إلى البرد والوحل والمـ ـوت الذي يصارعه السوريين في كل مكان.
شهدت غازي عنتاب التركية يوم أمس الثلاثاء تساقطاً للثلوج، وهذا مابعث الفرح في قلوب الكبار والصغار والمسنين أيضاً، رغم برده القارص وتبعياته.
إثر تساقط الثلوج خرج بعض المواطنين للعلب والتقاط الصور، بينما لقى آخرون مصرعهم بأسباب مختلفة.
فقد لقي شاب سوري مصرعه بعد أن تعرض لصعقة كهربائية عقب انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأسلاك على الأرض.
لم تستطع الفرق الطبية إنقاذه من المـ ـوت، ولم تستطع أيضاُ إنقاذ طفليين سوريين توفيا إثر حريق منزلهما بسبب مدفأة في اليوم نفسه في غازي عنتاب أيضاً.
هل يغيّر في مشاعرنا سبب الموت؟ هل يوجد فرق بين طفلان توفيا بسبب حريق منزلهما وبين إصابة ثلاثة أطفال ووفاة آخر في مخيمات الداخل السوري بسبب البرد وانعدام مقومات الحياة؟.
أيهما أقسى..!! تعددت الأسباب والموت واحد؟ بالطبع لا..
موت طفلٍ إثر سقوط حائط خيمته عليه بسبب العواصف والفيضانات والسيول التي اجتاحت المخيمات يدخل في قلبك حرقه لا تشفى.
عندما تسمع بأن حوالي 9000 شخص على الأقل تضرروا بشدة نتيجة الفيضانات الأخيرة إضافة إلى تدمير و تخريب أكثر من 1700 خيمة.
ستأخذ بتنهيدة عميقة وربما لن تكمل القراءة، فمنذ مايقارب ال10 سنوات وأهلنا يعانون انعدام كافة مقومات الحياة في جميع الفصول.
منذ ما يقارب العشر سنوات والمنظمات الإنسانية تشيّد خياماً على أراضي زراعية، وتقيم مشاريع بملايين الدولارات تحت أسم مخيمات الداخل السوري.
مدير الدفاع المدني يدعوا لإيجاد حلاً ينصف السوريين في المخيمات، ووفود يذهبون بزيارات للمخيمات لالتقاط الصور، وناشطون يقفون وقفات احتجاجية.
والأطفال هناك يفترشون الحجارة وينتعلون أكياس النايلون لتقيهم من الوحل والمستنقعات والبرك الطينية التي تحيط بهم من كل حدٍ وصوب.
أصبحت أكياس النايلون تستخدم للوقاية والتدفئة وربما لها استخدامات عديدة، يبتكرها أطفالنا السوريون هناك لضعف حيلتهم.
ربما أطلت عليك بلا فائدة، ولكن حتى لو لم كن باليد حيلة ولو أننا تأقلمنا مع هذا الأخبار علينا أن لا نقتل الحيز الإنساني فينا.
المصدر: دليلك في تركيا || يوم عصيب يمرُّ على السوريين في غازي عنتاب.. والمخيمات