fbpx

المعارضة السورية السياسية وأخوة يوسف عليه السلام

لا يخفى على أحد أن المعارضة السورية السياسية لعبت دور أخوة يوسف عليه السلام منذ البداية.
حتى بدأ الناس بوضع مقارنة بينهم وأشار أحد المتابعين للشأن السوري بقوله مثلما رمى إخوة يوسف أخاهم في البئر قامت المعارضة السورية برمي الَثورة السورية في حجر جميع الدول إلا أنهم زادوا على إخوة يوسف شيء آخر فارتموا هم بأنفسهم أيضاً.

وغالباً ما يتساءل محللين لماذا الشعب السوري دائم التشكيك بممثلي المعارضة والجواب هو أن ما يراود الشعب السوري من مشاعر شبيهة بمشاعر نبي الله يعقوب عليه السلام عندما جاءوا إليه بقميص ملوث بدم كذب فقد كان يعلم ما يضمرون له.

ولعل التشابه الأكثر غرابة هو أن السوريين لم يعودوا يثقون بهم رغم معرفة أن عدم وجود ممثل لهم أشبه بالهلاك فتجاهل البعض لخطورة وتعقيد الوضع الحالي  كم حصل تمام بين أخوة يوسف وأبيهم عندما طلبوا منه أخاهم الآخر فقد أمنهم عليه رغم أنه على يقين أنهم فرطوا في يوسف عليه السلام.

ولكن السؤال البديهي هل عندما يصحو الشعب السوري ويتعافى مما هو فيه سوف يقول للمعارضة التي سخفت الثورة مرات ومرات لا تثريب عليكم اليوم.

وتابع قائلا أن إيصال الشعب السوري الثائر إلى نتيجة أن لا أحد يمثلهم سوف يفتح الباب أمام بعض الذين أطلقوا عليهم اسم “الشبيحة الرمادين الكيوت” الذين تربوا على يد النظام وترعرعوا في كنفه.

وأنهى كلامه قائلا نحتاج إلى إعادة ترسيخ للمفاهيم وفهمها بل وتوضيحها. فليس كلمة خائن تعني أنه تعاون بشكل مباشر مع العدو بل قد يطلق على الذي أخطأ مرات عديدة وفي كل مرة كلف الخطأ آلاف الشهداء، أو على الذي يصارع للوصول إلى مكان مرموق وهو يعلم أنه لا يصلح أن يمثل نفسه فكيف بشعب، أو على الذي حول هيئة خصصت للوقوف إلى جانب الشعب وإيصال صوته إلى ما يشبه ميراث آبائهم يقسمون مقاعده على حسب الانتماء وليس فعالية العضو منهم أو على الذي نسي أن شعبه ضحى بملايين الشهداء و أولى مطالبه كانت وقف الفساد والواسطات والرشاوي والإنبطاح أمام الدول.

وختم قائلا لم ترتقي تضحيات المعارضين السوريين السياسين إلى تضحيات الشعب السوري، تستطيع المعارضة السورية التأثير عندما نرى تضحياتهم على الشاشات كما فعل الشعب السوري من قبلهم.