fbpx

هل تمتلك تركيا السلاح النووي؟ .. معلومات عن البرنامج النووي التركي

لا شك في أن السلاح النووي بقدراته الرادعة يمنح الدول التي تمتلكه بطاقة دخول نادي الكبار ويرفع من قدراتها ومكانتها ويغير من تعامل العالم معها بغض النظر عن أوراق قوتها الأخرى.

باتت تركيا اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق حلمها بامتلاك مفاعلات نووية لأغراض سلمية الحلم الذي يبلغ عمره أكثر من 50 عاماً، فما هي قصة حلم البرنامج النووي التركي ومتى بدأ وإلى أين وصل.

قصة حلم البرنامج النووي التركي

بحسب الكاتب الصحفي التركي محمد جان بكلي الذي يروي قصة حلم البرنامج النووي التركي ويقول:

بدأت قصه حلم البرنامج النووي التركي في عهد مندريس 1955 بعد أن إضطرت تركيا للتخلي عن سياسة الحياد ودخلت معسكر الناتو بعدتهديدات الروس .

وفي هذا الوقت “كانت العلاقات التركيه الإمريكيه تعيش عصراً ذهبياً وبعد عدة مفاوضات تركيه أمريكيه وقعت حكومة مندريس مع امريكا إتفاقيتين عرفت بإسم “ذرات لأجل السلام”.

وفي عام 1956 أسست تركيا وكالة الطاقه النوويه (TAEK) وفي 1957 دخلت تركيا كعضو في الوكاله الذريه .

ويشير الكاتب الصحفي محمد ان تركيا بدأت مشروعها النووي في نفس الوقت الذي بدأت فيه فرنسا، وفي عام 1959 بدأت تركيا بإنشاء أول مفاعل نووي ( TR-1) في تشكمجه بإسطنبول.

و لكن بسبب الإضطرابات الداخليه الشديده آنذاك توقفت معظم المشاريع في تركيا وحتى المشاريع الكبرى مثل مشروع المحطات النوويه توقفت في المنتصف بعد إعدام مندريس.

وفي عهد حكومة دميرال شهدت تركيا محاوله ثانيه لبناء محطات نووي، وقامت الوكاله الذريه التركيه بمشروع سري بالتعاون مع جامعة Tübitak حيث تم إنشاء فريق من الخبراء عملوا على تجهيز مخططات لإنشاء محطه نووية تركيه للاغراض العسكريه بقوة 400 ميغا وتم تخصيص ميزانية قدرها 200 مليون دولار.

ولكن المشروع لم يرى النور,بعد ان تمت نقل صلاحية بنك Etibank التركي المسئول عن المشاريع الكهربائيه في تركيا لهيئة الكهرباء والتي رفضت المشروع وقالت إنه سيؤخر بناء محطه اكبر.

محاولات إنشاء أول محطة نووية في تركيا

يقول الكاتب الصحفي محمد جان بكلي أنه في عام 1976 كانت هناك محاوله إنشاء محطه نوويه وتم إختيار موقع Akkuyu للبناء وتم وضع المناقصه للشركات لبناء المشروع، ولكن فجأه وبدون سابق إنذار تراجعت الحكومه التركيه عن تنفيذ المشروع دون ذكر اسباب في حين رأى مراقبون ان التوقف له علاقه بحرب تركيا في قبرص وما تبعها من ضغوطات على تركيا وتهديدات.

في عام 1977 حلصت شركتي “ASEA-ATOM” و STAL-LAVAl ” على عقد لبناء محطه نووي’ تركيه ومع بدء مفاوضات الشركات مع الحكومه التركيه وقرب بدء العمل بالمشروع تم إلغاؤه بسبب إنقلاب كنان ايفرين على الحكومه المدنية.

ومع تولي تورغت أوزال الحكم في تركيا قامت حكومته بطرح مناقصه لبناء اربع محطات تركيه وبالفعل حصلت ثلاث شركات على المناقصه هما ( الطاقه الذريه الكنديه، KWU الالمانيه،جنرال إلكتريك) .

لكن المشروع تعثر مجددا بسبب خلاف بين الشركات وحكومة تركيا حول ” التشغيل ونقل الملكية” ولم يكن الخلاف مع الشركات السبب الوحيد، فقد تعرض تورغوت اوزال لحملة تشويه ضخمها في الصحف التركيه واتهموه بتخريب البيئه وتلويث الهواء بهذا القرار.

و في عام 1988 عرضت باكستان شراكه مع تركيا بشأن برنامجها النووي وفي 1996 بعد مرور سنين على تعثر ملف الطاقه النوويه في تركيا ووضعه على الرفوف تم نفض الغبار من على ملف ” محطة اق قويو” وتم إختيار تاريخ لوضع المناقصه “لكن العجيب أيضا أن المناقصه تأجلت ثمان مرات على التوالي.

ومع قدوم حكومة بولنت اجاويد لحكم تركيا ألغت حكومة اجاويد مشروع المحطات النوويه إلى الابد بطلب من البنك الدولي بعد ان تقدمت تركيا حينها بالحصول على قرض.

محاولات إنشاء أول محطة نووية في تركيا

إنشاء محطة أق قويو ضمن تطوير البرنامج النووي التركي

بعد قدوم AKP لحكم تركيا ببضع سنوات تم فتح ملف محطة “اق قويو” مجددا في 2006 وتمت المصادقه على المشروع في البرلمان وارسلوه لرئيس الجمهوريه آنذاك ” احمد سيزر” ليوقع عليه في مايو 2007 لكنه رفض التوقيع بحجة أنه لديه اعتراضات فعاد المشروع للبرلمان.

بعد عودة المشروع للبرلمان في 20 نوفمبر 2007 قام البرلمان بتعديله مجددا وإرساله للرئيس لكن هذه المره الرئيس ليس ” أحمد سيزر” بل حدثت إنتخابات وتغير الرئيس وأصبح ” عبدالله قول ” رئيسا . فقام فورا بالتوقيع على انشاء المحطه النووي.

بعد 10أيام فقط من مصادقة الرئيس التركي عبدالله غول على محطة ” اق قويو” حدثت فاجعه كبيره في تركيا فقد توفي 6 من أهم علماء الفيزياء النووية في حادث تحطم طائرتهم أثناء هبوطها على المدرج في اسبرطه “الحادث كان فاجعه جدا خصوصاً أنه مات في الحادث العالم انقين اريك المتخصص بالثوريوم.

وبعد بضعة اشهر من التوقيع على بناء المحطة واثناء دعوة الشركات للمناقصه ” اصدر مجلس القضاء الاعلى التركي Danıştay قرارا بوقف المشروع بدعوى الضرر البيئي.

وفي عام 2010 نجح حزب العدالة آنذاك بتمرير مشروع قانون في البرلمان ” لبناء محطة اق قويو” وتم نشره في الجريده الرسميه .

لكن حزب CHP حينها أقام الدنيا ولم يقعدها فقدم طلبا جديداً للمحكمه بالغاء المشروع وحشد انصاره في الشوارع بمظاهرات من اجل عرقلة المشروع بحجة ضرره على البيئه.

لقد خاضت حكومة اردوغان صراعاً قضائياٍ طويلاً مع حزب CHP ومجموعات حماية البيئه لكنها انتصرت دوما فما ” ما بين 2011 وحتى 2018 وقعت حكومة أردوغان على بناء 9 محطات تقريبا ويتوقع ان يتم الانتهاء من هذه المشاريع في 2025.

محطة أق قويو

هل تمتلك تركيا قدره على إنتاج سلاح نووي؟

يضيف الكاتب الصحفي التركي محمد جان أنه في 2012 نشر تقرير لكارينجي جاء فيه: أن احتمال امتلاك تركيا سلاح نووي ضعيف لكن غير مستبعد.

فرد الدبلوماسي السابق sinan ülgen على التقرير:إن صنعت إيران سلاحاً نووياً فتأكدوا أن تركيا تملك سلاحاً نووياً بالفعل.

نيويورك تايمز نشرت تقريراً تقول فيه ان هدف حكومة اردوغان هو انتاج سلاح نووي وان تركيا بدات في مشروع البرنامج النووي التركي منذ زمن وكانت ترفض البت في مسألة النفايات النووية مع الشركات التي تبني لها المفاعلات وهذه النفايات تستخدم اصلا كوقود لسلاح نووي.

وفي عام 2014 نشرت صحيفة Die Welt الألمانيه مقالا لهانز روهلا الذي كان يشغل منصب في الدفاع الالمانية برر فيه فضيحة التصنت على تركيا من قبل المخابرات الالمانيه وقال ان جزء كبير من هذا التصنت كان على البرنامج النووي التركي ولدى استخبارات المانيا قناعه بالفعل ان تركيا تملك سلاح نووي.

ويقول هانز: إن جهاز الاستخبارات الالمانيه “BAND ” توصل لمعلومات ان للشركات التركية يد كبرى في مساعدة باكستان في مشروعها النووي وانها كانت تستورد المواد اللازمه من اروبا وتشحنها وتصنع بها جزء من اجزاء من اجهزة الطرد وتوصلها لباكستان.

ويرى المراقبون الغربيون ان تركيا لو لم تكن تملك مشروع نووي لما كلفت نفسها بتطوير صواريخ يصل مداها 1500 كم.

وفي تقرير معهد لندن الاستراتيجي عن الاسوق السوداء النوويه يقول: الشحنه التي ارسلها عبدالقديرخان و اختفى اثرها في 2003 وصلت بيد تركيا ولدى تركيا عدد كبير من اجهزة الطرد المركزي في حين نشر موقع Mynet التركي تقريراً يقول فيه ان تركيا مركز “للسوق السوداء النوويه”.

وفي عام 2019 أثار اردوغان الجدل بتصريح مثير عندما قال: احد رؤساء الدول الذين قابلتهم قال لي ان دولته تملك 7500 راس نووي وامريكا وروسيا تملكان عشرات الالاف فهل تظنون ان تركيا ستقبل هذا الوضع وتبقى بدون نووي بالطبع لن نقبل هذا.

ما هي وجهات النظر في البرنامج النووي التركي؟

يتحدث الكاتب الصحفي التركي أن وجهات النظر في مشروع البرنامج النووي التركي انقسمت الى نصفين .

1_ منهم من يرى ان تركيا عضوه في معاهدة ” عدم انتشار الاسلحه ” وانها لن تنقض هذا وتعرض نفسها لعقوبات وان جميع ما ذكر مجرد دعاية غربية لافشال البرنامج النووي التركي السلمي مع روسيا.

2- البعض الاخر يرى: ان تركيا لن تقبل بان تكون دولثة ثالثة في المنطقة خلف ايران واسرائيل ولو اضطر بها الامر لكانت اول دولة تنقض اتفاقية ” معاهدة عدم انتشار الاسلحه النوويه” ولصنعت سلاح نووي.

اقرأ أيضاً: